
المركز الإعلامي للهيئة
حيث يتقاطع الألم بالرحمة… هيئة مستشفى الثورة بالحديدة ترسم ملامح الشفاء..[المركز الإعلامي بالهيئة]
في سكون الألم تنبت الحاجة، وفي عتمة المعاناة يولد الرجاء، وحين يضيق الواقعُ على الأجساد، تتسع الإنسانيةُ لتحتضن الأرواح. هكذا يكون الطب حين لا يُمارس كحرفةٍ فحسب، بل كأفقٍ روحيٍّ تتشابك فيه الحكمة بالرحمة، ويصبح فيه الشفاء فعلًا من أفعال الخير، لا مجرد وصفة.تلك كانت حكاية المخيم المجاني للأمراض الجلدية بهيئة مستشفى الثورة بالحديدة، الذي لم يكن مجرّد فعاليةٍ طبيةٍ عابرة، بل كان نداءً حنونًا من الضمير، وترجمةً صادقةً لرسالة الطب حين يُمارَس بإخلاص، ويتجاوز حدود المهنة ليغدو فعلًا إنسانيًا خالصًا.ثلاثة أيامٍ من السعي الحثيث، انحنت فيها الأوجاع أمام بياض القلوب، وتلاشت خلالها المسافات بين الطبيب والمريض، حيث استقبل المخيم خلالها 1430 مريضًا ومريضة، من شتى الأعمار والمناطق، جاءوا حاملين آلامهم وآمالهم، وخرجوا ممتنّين لعطاءٍ لا يُقاس بثمن.


كانت ساعات المخيم تمضي كأنها مشاهد من نور، توهجت فيها العيادات، وتألقت فيها الأدوية المجانية، وامتلأت الأروقة بنداءات الاستبشار، فيما كان الأطباء يخطّون على وجوه المرضى حكاياتٍ من الشفاء، بحسٍّ عالٍ من المسؤولية، وتجردٍ من كل اعتبارات الزمان والمكان.لم يكن هذا المخيم وليد صدفة، بل امتدادٌ لرؤيةٍ طموحةٍ تتبناها الهيئة، بقيادة الدكتور خالد أحمد سهيل، رئيس الهيئة الذي أكّد أنّ هذه المبادرات ليست إلا جزءًا من التزام الهيئة الأخلاقي والوطني تجاه المجتمع، في ظل ما تعانيه البلاد من عدوان .ولأن العرفان يُقال قبل أن يُكتب، فقد توجه رئيس الهيئة بفيض الامتنان إلى من كانوا وقود هذا النجاح: الدكتور عادل جبران، والدكتور علوي العريقي، والدكتور طارق جون، وكل يدٍ أضاءت عتمة الألم، وكل نبضٍ شارك في صناعة هذا الإنجاز الإنساني العميق.لقد انقضى المخيم، لكن أثره سيظل ممتدًا في ذاكرة كل من عاد إلى منزله وهو يحمل دواء لمرضه، وجرعة أمل، وابتسامةً صادقة غرسها الطبيب في قلبه قبل أن يضعها على وجهه.وفي ختام هذا المشهد الإنساني المهيب، تتقدّم رئاسة الهيئة ممثلة برئيسها الدكتور خالد أحمد سهيل، بجزيل الشكر وعميق التقدير لمستشفى الأمل التخصصي، ومستشفى الأقصى التخصصي، اللذين أسهما في تعزيز قدرة المخيم برفدهما بكوكبة من الأطباء والاستشاريين في أمراض الجلد، فكان حضورهما إضافةً نوعيةً على مستوى الخدمة والاحتراف.هكذا تكون الشراكة حين تصبّ في مجرى الرحمة، وهكذا تتجلّى المسؤولية المجتمعية حين تسكنها النوايا النقية، ويقودها الحلم بوطنٍ يتعافى، وإن أثقلته الجراح.
